تطويع العلم من أجل الإنسانية والخير"، هذه العبارة لازمت ذهن الشاب المصري أبانوب منتصر، طوال فترة مشاركته بمسابقة العلوم الآسيوية 2018؛ ما دفعه لابتكار تطبيق جديد لإعادة تدوير المخلفات، محققاً المركز الأول بالمسابقة.  
  • تجربة مصرية جديدة في إعادة تدوير النفايات
تطبيق الابتكار والتكنولوجيا الحديثة؛ منهج اعتمده الشاب المصري خلال مراحل تنفيذ مشروع "ATW"، لإعادة تدوير المخلفات والمواد البلاستيكية، عن طريق تطبيق تكنولوجي يجمع كافة البيانات، ويسهل عملية التواصل بين أصحاب المنازل والمحال والورش التي تعمل على عملية إعادة التدوير.

وأوضح "منتصر" خلال حديثة مع "العين الإخبارية"، أن أصل فكرة التطبيق جاءت بعد المشاركة في مشروع بحثي مع طلاب آخرين من جنسيات مختلفة، بشأن استخدامات البلاستيك القابل للتحلل، إضافة إلى تفوقه في مسابقة عالمية بشأن بحث وتطبيق استخدام المخلفات الإلكترونية.
الابتكار أصل الفكرة
دراسته في كلية هندسة الكهرباء منحته القدرة على الربط بين البحث الدقيق والابتكار، واستطاع "منتصر" خلال فترة تواجده في مسابقة العلوم الدراسية، وحضوره لمحاضرات وورش علمية، تطوير فكرة البحث وتوظيفها لحل مشكلة بيئية ناتجة عن المخلفات.
وعلى مدار 6 أشهر، نجح الشاب المصري في تجميع المعلومات وإعداد التطبيق؛ متفوقاً على المشاركين في مسابقة العلوم الآسيوية 2018، بحصوله على المركز الأول خلال الشهر الماضي.
واستكمل الطالب حديثه قائلاً: "منذ فبراير/ شباط الماضي، نجحت في تجميع البيانات والمعلومات، وأنشأت التطبيق لإعادة تدوير النفايات، ويعتمد التطبيق في الأساس على الربط بين العملاء والشركات والورش، لاستقبال طلباتهم وتجميع المخلفات وتصنيفهم، وإدخالها بعد ذلك في مراحل إعادة الاستخدام والتدوير".
وأشار "منتصر" إلى أن عملية إعادة التدوير تستهدف إدخال المخلفات في عملية توليد الكهرباء أو تحويلها إلى مواد بناء، معدداً مميزات المشروع في الحفاظ على البيئة من التلوث، وتوفير طاقة كهربائية، فضلاً عن المساهمة في عملية التشييد والبناء.

مراحل المشروع
رغم صغر سنه؛ فإن "منتصر" نجح في تطوير الابتكار وإصلاح كافة الأعطال في التطبيق، ليصبح جاهزاً للاستخدام على كافة الهواتف الذكية.

ويُذكر أن المشروع مر بـ3 مراحل؛ الأولى تعتمد على البحث وتجميع البيانات والأرقام عن حجم المخلفات وأنواعها في منطقة الشرق الأوسط، بينما بدأت المرحلة الثانية بعملية البرمجة وتحديد التكنولوجيا المستخدمة فيه، وبعدها المرحلة الثالثة التي شملت إصلاح أي أعطال بالتطبيق ليدخل المشروع حيز التنفيذ واختباره في الواقع.

وطوال فترة عمله على المشروع، لم يلمس الشاب الطموح صعوبات في طريقه، قائلاً: "حماسي لأهمية الفكرة وثقتي في أن الابتكار والتكنولوجيا حلول لمشكلات هذا العصر، جعلتني أتخطى أي حاجز متعلق بالدراسة أو مصطلحات البحث العلمي".
دعم ومساندة
وبكل ثقة يؤكد أبانوب منتصر أن نجاح التطبيق في مصر مضموناً، خاصة بعد الدعم الحكومي الذي وجده من قبل وزارة التنمية المحلية، التي أعلنت تبني المشروع وبداية تعريف المصريين بفكرة التطبيق وأهمية إعادة تدوير المخلفات.
وأعلنت الحكومة المصرية متمثلة في وزارة التنمية المحلية تبنيها لـمشروع "ATW"، وتوفير المتخصصين لمتابعة تطوير التطبيق حتى يصبح قابل للتنفيذ داخل مصر.
وعن طبيعة خطواته المقبلة، يؤكد "منتصر" على أن الدراسة وصقل مهاراته هدف أساسي لاستكمال طريق الابتكار وتطويع التكنولوجيا والعلم لخدمة المجتمع المصري.
ووفقاً لجهاز تنظيم إدارة المخلفات في مصر التابع لوزارة البيئة، فإن عملية إعادة تدوير المخلفات لا تتخطى 15% من حجم المخلفات، حيث تعمل 10 مصانع كبرى لتدوير المخلفات الإلكترونية والكهربائية وبطاريات الرصاص، خاصة أن قدرة الجمع الحالي للنفايات والمخلفات يتراوح بين 40%- 60%.
وفي سبتمبر/أيلول 2016، وضعت وزارة البيئة خطة لضمان إعادة التدوير المستدام وتحديث بنية تحتية للعمل في عملية إعادة تدوير المخلفات والمواد البلاستيكية.

تم عمل هذا الموقع بواسطة